٢٠٠٨/٠٥/١٤

الإخوان.. انهيار أسطورة التيار الگاسح



بقلم / وليد الغمرى

طوال الوقت، حاول «الإخوان المسلمون» تحديد فكرة واحدة، مفادها أنهم تيار كاسح، ومارد ينتظر فقط لحظة الخروج من القمقم، البعض قال عن قوتهم العددية إنها تجاوزت الـ 6 مليون مصري، والبعض أضاف لهم «المتعاطفين» فتجاوزت المبالغة إلي زيادة صفر عددي علي يمين الرقم6، وحينما هربت جماعة السمع والطاعة من شرف المشاركة في الإضراب الذي حمل نفس الرقم 6 ولكن من الشهر الماضي، قالوا أن فرصة ذهبية لتغيير نظام الحكم في مصر قد ضاعت، وتساقطت اللعنات الساخطة من داخل مكتب إرشاد الإخوان علي رؤوسهم، قبل أن تتساقط من الخارج، وصل الأمر حتي أن أعتي منظرين الفكر الإخواني، عجزوا عن طرح مبررات الخنوع في إضراب 6 أبريل، وبعد أن حققت جماعات الإنترنت ما عجزت عنه كل قوي المعارضة المصرية، واستطاعت أن تجيش كل أجهزة الدولة في سياق «رد الفعل» وليس المحرك للأمر، برزت الانتهازية السياسية للإخوان، والتي تم ترجمتها حتي علي مستوي الأرضية الدينية التي تتحرك منها الجماعة، بحيث كان من اليسير أن تخرج علينا فتاوي مضادة لتلك التي حرمت الإضراب، فكان الاشتباك الأول في شقة «الدعوي»، أما الاشتباك الأخير فجسده مرشدهم العام محمد مهدي عاكف، والذي أعلن أن الجماعة - الـ 6 مليون إخواني - ستجلس في منازلها منذ صباح فجر يوم ميلاد الرئيس.ولكن ما حدث أن جلسة البرلمان المصري في صباح يوم الإضراب، شهدت حضوراً لكتلة الـ 88 لجماعة الإخوان في مجلس الشعب، وهو ما يعني أن رب البيت كان بالدف ضارباً، أو ما يعني أيضاً أن الـ 6 مليون إخواني قد نقص عددهم يوم الإضراب بواقع 88 عضوا بالجماعة، مع فرضية أن الجماعة صدقت القول وأعملت مبدأ السمع والطاعة، وشاركت في الإضراب..ولكن النتيجة علي أرض الواقع كانت تحمل جملة واحدة فقط، ، فشل دعوة 4 مايو «خليك في البيت»، فكل شيء كما هو وشوارع المحروسة لم تتغير، اللهم إن كان المشهد الأمني قد شهد كثافة نوعاً ما، ليبقي السؤال أين ذهب التيار الكاسح يوم أضراب عيد ميلاد الرئيس ؟! وبالطبع هناك العشرات من النظريات التى يمكن وضعها كإجابة لهذا السؤال، منها أن الجماعة التي أرادت امتطاء نجاح أبريل بالبيانات والفتاوي لم تشارك من الأساس، ومنها أيضاً أن التيار الكاسح ليس له وجود سوي فى أذهان المتعاطفين ورجال الأمن المصري، الذين يصنفون كل من يدخل المسجد علي أنه إخواني..علي أية حال، النتيجة الحقيقية التي يمكن أن نسجلها حتي الآن ، هي أنه في 4 مايو كانت نكسة سياسية علي أشيك دعاوي العصيان المدني في تاريخ مصر السياسى ، لأن «أبناء الله» علي الإنترنت وحدهم بدون «إخوان الإسلام» استطاعوا تحريك رد فعل أمني في 6 أبريل أنجح إضرابهم،وكان من ثمار نجاحه أيضا ، تحريك 20 ألف مواطن أردني في المملكة الشقيقة في 4 مايو.هؤلاء الذين شكلوا الوجه الأبيض في الصورة السوداء التي شهدتها مصر، خاصة بعد أن قامت السلطات الأردنية باعتقال عدد من النشطاء علي الإنترنت «بالطبع لا ينتمون لإخوان الأردن» ممن تضامنوا مع أشقائهم في مصر، لتكون المحصلة النهائية في إضراب يوم ميلاد الرئيس فى شقه الإخواني، انتهاء أسطورة التيار الكاسح في مصر..
باقى اسباب فشل الاضراب منشور على الموقع الرسمى لجريدة اليوم

http://www.alyoum-eg.com/